الإخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوعنا اليوم أشبه بالاستراحة المؤقتة حتى ينهض أحد الأعضاء لكتابة موضوع جديد .
والموضوع عن حشرة من الحشرات التي لا تشاهد إلا قليلا ، وهي :
الجندب الأسود .
فهو جندب يشاهد قليلا ، و يميزه أمران : الأول :لونه الأسود ،ومن لونه
هذا أخذ اسمه ( الجندب الأسود ) وسمعت في ثمالة من يطلق عليه اسم ( جندب
العبد ) . وقد نقش هذا السواد بنقاط صفر بديعة رسمت بشكل متناسق لتحلية
يديه ورجليه ، ورأسه ، وأطراف البطن ، وظهر الذيل . لتجعل منه ملك جمال
الجنادب بلا منازع .
الثاني :بطء الحركة ، حتى إنك تستطيع أن تمسكه بيدك ، دون أن يتحرك أو يمانع .
وهو أكبر الجنادب في ديارنا من
حيث الحجم ، إلا أنه لا يؤكل . وقد كنا صغارا نمسك الجراد ونأكله ، ونمسك
الجنادب الكبار ونستلذ بأكلها ، لكننا نعاف الجندب الأسود ، بالرغم من
سهولة إمساكه ، ولا أذكر أن أحدا كان ينهانا عن أكله ، فهل هي الغريزة ؟ وسمعت أنه يفرز مادة كريهة
الرائحة ، وقد تحرشت بالجنادب التي قابلتها لأشاهد هذه المادة فلم أشاهدها
.ومعلوم أن الجنادب والجراد بصفة عامة تفرز مادة من أفواهها شاهدتها كثيرا
ولا اذكر ان لها رائحة . وهذا الجندب له قرنا استشعار
طويلان ، وله ست أرجل ، الأربع الأمامية قصيرة ، والاثنتان الخلفيتان طوال
تساعده على القفز ، وله أجنحة قصار ولاحظت أن الصغار منها تطير لمسافة
قصيرة جدا لا تتجاوز بضعة امتار .
اما الكبار فلم اشاهدها تطير بل تقفز قليلا ، ولعل اجنحتها الصغيرة لا تستطيع حمل اجسامها الكبيرة .
ولهذا الجندب ولع شديد بشجر
العشر ، حتى إني حين قررت البحث عن هذا الجندب ذهبت إلى شجر العشر للبحث
عنه ، وقد وجدته بالفعل هنالك . ولا أدري ماذا يجد فيها من غذاء ؟ كما
وجدته في اشجار اخرى كالمرخ وعرفج الطائف وغيرها .
واسم هذا الجندب في كتب اللغة (
الجندع ) قال أبو حنيفة : كل جُنْدُب يُؤْكَل إلا الجُنْدُع . جُنْدُب
أسود وله قَرْنَان في رأسِهِ طَوِيلان ، وهو أضْخَمُ الجَنَادِب . و قال :
ومَنَازِل الجَنَادِع العُشَر . قلت : هذا الوصف ينطبق تماما على الجندب الأسود المعروف لنا . وفي بعض كتب اللغة سمي الجخدب فقالوا : والجندع: الجخدب وهو شبه الجرادة إلا أنه أضخم من الجرادة . وفي المخصص : أبو جخادب : جندب أسود مرقط منتن الريح .