مابين دنيا الواقع ودنيا الارقام

بسم الله الرحمن الرحيم



لو كان هناك مجموعتان من الاطفال يلعبون بالقرب من مسارين منفصلين

لسكة الحديد: أحدهما معطل والآخر لازال يعمل ، وكان هناك طفل واحد يلعب

على المسار المعطل ،ومجموعة اخرى من الاطفال يلعبون على المسار غير المعطل…

وأنت تقف بجوار محول اتجاه القطار ورأيت الاطفال ورأيت القطار قادم وليس

امامك الا ثواني لتقرر: في اي مسار يمكنك ان توجه القطار، فإما تترك القطار يسير

كما هو مقرر له ويقتل مجموعة الاطفال .. ؟ أو تغير إتجاهه الي المسار الآخر ويقتل

طفل واحد .. ؟

فأيهما تختار؟؟؟



هكذا طرح لنا الأستاذ محمد حامد محمد فى كتابه( ما قل ودل)

وتركنى فى حيرة ماذا أختار فقلت أشركك معى فى الرأى برأيك ماذا تختار ؟

طبعا القرار الأقرب هو التضحية الطفل لانقاذ التسعة

ولا لشيىء أكثر من أن هذا واحد والباقون تسعة

وممكن تبصم بالعشرة كمان ان كلامك دا صح

صراحة عندك حق كلامك منطقى …تسعة مقابل فرد

خلى بالك ان دا المنطقى

ولكن ماذا لو علمت أن التسعة أطفال يعلمون بالفعل أن وجودهم على المسار الذى يعمل خطر ولكنهم مستهترون

وأن الطفل الوحيد الملتزم هو من تعمد أن يلعب على المسار المعطل لأنه مدرك وواعى لأنه الأأمن

ولكن لأن الخسارة ستكون تسعة هنا تردد الرقم كبير

ولكن فرد عادى ولكن ليس أى فرد انه الفرد الوحيد الملتزم من ضمن عشرة

هنا أقول لك أن القرار الصحيح هو عدم تغيير اتجاه القطار

لماذا؟

وذلك للأسباب التالية:

1- الأطفال الذين كان يلعبون في مسار القطار العام يعرفون ذلك،وسوف

يهربون بمجرد سماعهم صوت القطار !؟

2- لو انه تم تغيير مسار القطار فان الطفل الذي كان يعمل في المسار المعطل

سوف يموت بالتأكيد؛ لأنه لن يتحرك من مكانه عندما يسمع صوت

القطار؛ لانه يعتقد ان القطار لن يمر على هذا المسار كالعادة.

3- بالاضافة انه من المحتمل ان المسار الأخير لم يترك هكذا الا لأنه غير آمن

وتغيير مسار القطار الى هذا الاتجاه لن يقتل الطفل فقط، بل سوف يؤدي

بحياة الركاب الى مخاطر، فبدلا من انقاذ حياة مجموعة من الاطفال فقد

يتحول الأمر قتل مئات من الركاب بالاضافة الي موت الطفل المحقق !!!



لذا

المسئول عن اتخاذ القرار رؤيته وقراره

يختلف كليا عن من خارج النطاق



لذا كان من الخطأ الجسيم أن يأخذ صاحب القرار

قراره بناءا على مهاترات أناس غيره

لذلك لا تتعجب ان كان الشخص المسئول على أعلى مستوى

من الخبرة والكفائة وقراراته ركيكة ومتدنية وموجعة

ليس لعلة فيه الا انه أخذ فى الاعتبار أراء وقرارات مبينة على هواء وفراغ عقلى ودينى

من أناس لا قيمة لهم فى الحياة

ولا يقف موضوع الأرقام والواقع الى هذا الحد




فالعلاقة ما بين دنيا الأرقام ودنيا الواقع غريبة جدا

فالكل يشده بالرقم الكبير بغض النظر عن صحته

أو خطأه ما دام هناك كثره فهم الصواب حتى ان كانوا على خطأ

وهناك ما هو أدهى من ذلك

فعندك فى دنيا الأرقام الواحد الصحيح قيمته واحد صحيح من يوم بدء الخليقة

ولن يتغير

أما فى دنيا الواقع فهناك فرد واحد بعشرة وفرد واحد بمائة وفرد واحد بألف

وهناك ألف فرد لا قيمة لهم

فى دنيا الأرقام قسمة 10 على 2 يعطينا 5 شيىء لا يقبل المساومة

فى دنيا الواقع ممكن أن تكون قسمة ال 10 على 2 بتساوى 10 لفرد وصفر للأخر

وهوا كدا

كذلك فى دنيا الأرقام أى رقم من الممكن تجزئته ولا يفقد قيمته

أما فى دنيا الواقع هناك أشياء كثيرة ان جزئتها فقدت قيمتها

لذا

لا تكون مهمتما بالأرقام فقط وأخاذا ببريق الرقم

ولا تكون مندمج فقط مع واقعك مهملا ما يجرى من حولك من تغيرات

كن على دراية بالصحيح قبل أى شيىء

ولا تهتم بمن معك أو من ضدك

واعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا

وتذكر

ان الصحيح ليس دائماً شائع

وان الشائع ليس دائما صحيح


تحياتي الحافله بــ السعاده

الاسطوره HBK

موضوع رائع وبصراحه ابداع الف شكر لك

مشكوره على المرور بنت الجزيره

كلام جميل وواقعي والواحد لا زم يستفيد من الي يقراه


اشكرك